بقلم :ضياء الراضي
اشراك ابليس وألاعيبه عديدة الغاية منها اغواء بني ادم والسير بهم
بعيدا عن جادة الحق المبين والسير بهم نحو هاوية الضلالة والانحراف وبهذا الامر
يحرمهم من الرحمة الالهية والفيوضات الربانية وهذه ممارساته مع بني ادم منذ بدأ
الخليقة الى يومنا هذا يسعى هذا اللعين حسدا وبغضا واعتراضنا على العلي الجبار
وعلى اوامره وكيف وهو اول المعترضين على رب العزة عندما امره بالسجود لادم _عليه
السلام_ فكانت هذه هي بداية انحطاطه وانحرافه فسلب مما هو فيه واصبح الد العاصين
لله سبحانه وتعالى فسعى هذا اللعين جاهدا على ان يغوي الناس باي طريقة واسلوب وفي
الرواية الثلاثون بعد المائة في صفوة الصفوة وتلبيس إبليس لابن الجوزي، عن وهيب أو
وهب بن الورد التي اشار اليها سماحة المحقق الاستاذ خلال المحاضرة السابعة والعشرون
من بحثه الموسوم بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي مبينا كيف ان
ابليس يحرم المؤمن من قيام الليل لما فيه فضل وفيه من الاجر العظيم وكيف ان هذا
الغوي المبين تبدى للنبي يحي _عليه السلام_ بانه ناصح للنبي وقد اخبر النبي كيف
انه صنف بني ادم الى ثلاث اصناف فالأول مع معاصيه الا انه يباشر الى الاستغفار
وهذا اشد الاصناف عليهم والاخر كالكرة بيد الصبيان وهذا حسب ما يذكر ابليس قد
اكفاه نفسه والثالث وهم لا سبيل لابليس عليهم وهم المعصومون وقد ذكره له كيف انه
قد احبب له اكله فنمت تلك الليلة ولم تقم الى الصلاة فعندها عاهد النبي الله انه
لا شبع من طعم ابدا فانر ايها العبد ال مدى حقد هذا اللعين وكيف يحاول ابعاد
الانسان عن الطاعة باي اسلوب وطريقة وهنا نعرج الى الرواية التي ذكرها سماحة
المرجع الصرخي الحسني بقوله:
)
)إبليس يمنع المؤمن من قيام الليل
الرواية الثلاثون بعد المائة في صفوة الصفوة وتلبيس إبليس لابن
الجوزي، عن وهيب أو وهب بن الورد قال:
"
"بَلَغَنَا أَنَّ الْخَبِيثَ إِبْلِيسَ تَبَدَّى لِيَحْيَى بْنِ
زَكَرِيَّا -عَلَيْهِما السَّلامُ-، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ
أَنْصَحَكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ أَنْتَ لا تَنْصَحُنِي، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ
بَنِي آدَمَ، فَقَالَ: هُمْ عِنْدَنَا عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ، أَمَّا صِنْفٌ
مِنْهُم ( الأول ) فَهُمْ أَشَدُّ الأَصْنَافِ عَلَيْنَا، نُقْبِلَ حَتَّى
نَفْتِنَهُ وَنَسْتَكَنَ مِنْهُ، ثُمَّ يَفْرُغُ إِلَى الاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةُ
فَيفْسِدُ عَلَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكْنَا مِنْهُ، ثُمَّ نَعُودُ لَهُ
فَيَعُودُ، فَلا نَحْنُ نَيْأَسَ مِنْهُ، وَلا نَحْنُ نُدْرِكَ مِنْهُ حَاجَتَنَا،
فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ فِي عَنَاءٍ، وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ (الثاني) فَهُمْ
فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ
كَيْفَ شِئْنَا، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ ، وَأَمَّا الصِّنْفَ الآخَرَ
(الثالث) فَهُمْ مِثْلُكَ مَعْصُومُونَ لا نَقْدِرُ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ،
فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: عَلَى ذَلِكَ هَلْ قَدَرْتَ مِنِّي عَلَى شَيْءٍ؟ قَالَ:
لا! إِلّا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَإِنَّكَ قَدَّمْتَ طَعَامًا تَأْكُلُهُ فَلَمْ
أَزَلْ أُشَهِّيهِ إِلَيْكَ حَتَّى أَكَلْتَ منه أَكْثَرَ مِمَّا تُرِيدُ،
فَنِمْتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ تَقُمْ إِلَى الصَّلاةِ كَمَا كُنْتَ تَقُومَ
إِلِيَهَا، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: لا جَرَمَ لا شَبِعْت مِنْ طَعَامٍ أَبَدًا،
فَقَالَ إبليس له: لا جَرَمَ لا نَصَحْت آدَمِيًّا بَعْدَكَ".)
مقتبس من المحاضرة (27) من بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ
الإسلامي لسماحة السيد الأستاذ - دام ظله -
6
6 محرم 1436 هـ - 31/ 10 / 2014م
-------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق